مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/12/2022 10:12:00 م

" فكرة المعرفة " في الفلسفة الإسلامية
" فكرة المعرفة " في الفلسفة الإسلامية
تصميم الصورة وفاء مؤذن
استكمالاً لما ذكرناه في المقال السابق ...
سنتكلم في هذا الجزء عن الاداراك المعرفي والموجودات نسبة للكندي .. وكيف وفق الكندي بين العقلانيين والتجريبيين . 


اقترح الفيلسوف كندي أن إدراك البشر المعرفي نوعين :

١-  ادراك عن طريق الحواس.

٢-  ومعرفة مكتسبة عن طريق العقل.


* وأيضا اقترح الكندي أن الموجودات نوعين : 

١- محسوسات : نستطيع الوصول لها عن طريق حواسنا .

 ٢- مسلمات : موجودة في عقولنا.


 (الإدراك الحسي):

 يتم عن طريق اتصال الحواس بالشيء المحسوس في العالم الخارجي.

وبما أن الأشياء المحسوسة في حالة تغير دائم وحركة دائمة، إذاً المعرفة المبنية على الحواس " غير ثابتة " وتعتمد بالدرجة الأولى على الشخص المُستقبل لهذه المعرفة . 

الحواس : تأخد صور للأشياء المحسوسة ، وترسلها إلى عقلنا الذي سوف يجمعهم في خيال الشخص ، وبعد ذلك يخزنهم في الذاكرة .

وبهذا الشكل .. اعتقد| الكندي| أن الأشياء المحسوسة تكون متمثلة في نفس الإنسان.

 ولذلك تكون أقرب للشخص المستقبل ،وأبعد عن طبيعة الشيء المحسوس الحقيقية ، وأيضاً تكون  مُعرضة للعوامل المساعدة والمؤدية للإدراك .

هذه الافكار ليست غريبة عليك ، وقد تكلمنا سابقاً عن هذه الأفكار في مقال "| كهف أفلاطون |" .

 الكندي أدرك أن المعرفة المكتسبة عن طريق الحواس أو| الإدراك الحسي |لن تساعد على تحقيق |المعرفة الفلسفية| الحقيقية .

وخاصة أن هدف| الفلسفة| من وجهة نظر الكندي هو "معرفة المسلمات " مثل ( الروح - العدم - الوجود - الله ... ) 

والعقل مؤهل للوصول للمعرفة الفلسفية عن طريق التعامل مع المسلمات ، وهذه المعرفة تفوق المعرفة المكتسبة عن طريق الحواس، لأنه من الممكن تأكيدها و إثباتها حقيقتها عن طريق الأفكار المنطقية ، التي تكون صحيحة .

 لقد أعطى الكندي مثالاً 

" إن كان للكون كيان ، فهذا الكيان سيكون إما :

- غير محدود في الكم 

- أو محدود في الكم 

و نعلم أن الكون لايمكن أن يكون محدود في الكم ، فإذا هو غير " محدود في الكم " 


الكندي توصل لهذه الفكرة بناء على استنتاج عقلي ، ليس عليه أي خطأ في| المنطق |، وهذا نوع من الحقيقة ، يمكن أن نصل لها عن طريق العقل وليس الحواس .

- وكما قال الكندي " المعرفة المكتسبة عن طريق الحواس ليست ضرورية وإنما احتمالية " 

ولذلك اعتقد الكندي أن العقل هو أفضل أداة لدراسة الغيبيات 

 لأن الحواس لها مجال محدود للمعرفة ، هو العالم الطبيعي المحيط بنا ، لكن العالم الغير محسوس مثل الروحانيات أو حتى الحقائق الرياضية جميعها مجال للبحث والحجج العقلية وليست الحواس .


الكندي استطاع أن يوفق بين العقلانيين والتجريبيين 

 لأنه أدرك أهمية العلوم الطبيعية مثل " الفيزياء " ، والعلوم المجردة مثل " الرياضيات "  بالإضافة للغيبيات وذلك للوصول للحقيقة 


تابع القراءة لتتعرف على النتيجة الأخيرة لأفكار واقتراحات الكندي .. ولتتعرف على وجهة نظر الفارابي في الفلسفة الإسلامية .

بقلم رهف ناولو 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.